الشيخ أحمد الحصري

العلّامة أحمد الحصري علّامة محافظة أدلب وشيخ معرة النعمان

ولد الشيخ عام (1912) وأنهى الابتدائية في بلده معرة النعمان والتحق بالمدرسة الخسروية – ( العلمية الدينية ) – بحلب وهو أصغر من زملائه في الدراسة بثلاث سنين فأمرت إدارة المدرسة لقبوله بتكبير سنه ثلاث سنوات فتم ذلك حسب المستندات الأصولية لدولة حلب – في تلك المرحلة من التاريخ – ( وهذا ما توضحه الوثيقة التالية )

شيوخه

الشيوخ والأساتيذ الأفاضل العلماء النجباء الذين درسوا الشيخ أحمد الحصري

 – رحمهم الله جميعا – بالمدرسة الخسروية العلمية الدينية بحلب :

1 ) الأستاذ الشيخ : أحمد الزرقا ( الفقيه الجليل العلامة ) .

2 ) الأستاذ الشيخ : أحمد الكردي ( مفتي الحنفية بحلب ) .

3 ) الأستاذ الشيخ : عيسى البيانوني ( مدرس الأخلاق ) .

4 ) الأستاذ الشيخ : إبراهيم السلقيني (العالم العامل التقي الورع) .

5 ) الأستاذ الشيخ : محمد الناشد .

6 ) الأستاذ الشيخ : راغب الطباخ ( مدرس الحديث و المصطلح و التاريخ ) .

7 ) الأستاذ الشيخ أحمد الشمَّاع ( مدرس الحنفية ) .

8 ) الأستاذ الشيخ : عبد المعطي ( عالم المواريث بحلب ) .

9 ) الأستاذ الشيخ : فيض الله الأيوبي الكردي ( المحقق في علمي المنطق و التوحيد )

 10) الأستاذ الشيخ : محمد أسعد العبجي ( مفتي الشافعي بحلب ، و مدرس الأصول والتجويد

 للعلم : كنت أسمع سيدي حين يتكلم عن بعض مشايخه – ولأمانة النقل خاصة الشيخ أحمد الزرقا – وكأنه يتكلم عن جبال شم ّفي العلم والمعرفة رحمهم الله جميعا والمسلمين .

قال الشيخ محمد علي المراد –رحمه الله – جاء الشيخ أحمد الحصري الى حماة ودرس فيها فقه المعاملات (على مذهب الامام أبي حنيفة رحمه الله )

علمه

 الذي يدلنا على سعة علم الشيخ أنه كان المرجع للفتوى من المحكمة الشرعية وللناس في المعرة والقرى التابعة لها وشهادة بعض العلماء له بذلك

 1- قال الشيخ الدكتور نور الدين عتر : كان الشيخ أحمد الحصري رحمه الله عالما عاملا ربانيا فالفراغ الذي تركه الشيخ يلزمه عشرة من العلماء العاملين ليملؤوه

2- قال الشيخ موسى حسين الموسى رحمه الله : ماحضرت للشيخ الحصري مناقشة علمية مع أي من العلماء الكبار الا وكان القول الصواب حليفا للشيخ أحمد الحصري رحمه الله

 3 – قال الشيخ يونس العبدو (أزهري ومن تلاميذ الشيخ ) : لم أر في مصر والشام مثل اسلوب الشيخ في التربية والورع وحتى الابتسامة من الشيخ فيها تربية

4- قال الشيخ محمد علي المراد –رحمه الله – جاء الشيخ أحمد الحصري الى حماة ودرس فيها فقه المعاملات (على مذهب الامام أبي حنيفة رحمه الله )

الشيخ وعلم السلوك إلى الله ( أوعلم التصوف )

 تلقى الشيخ علم السلوك إلى الله عز وجل ( أو علم التصوف ) (1) من المربي الولي العارف بالله الشيخ محمد أبو النصر خلف الجندي الحمصي النقشبندي رحمه الله ،

 قال الإمام مالك : “من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق”

 وكان الشيخ الحصري يقول لطلاب مدرسته : عليكم أولا بالعلم فهو الطريق الموصل إلى الله . متأثراً بشيخه محمد أبوالنصرخلف الجندي الحمصي الذي رفع شعار ( أنا بريْ مما يخالف الكتاب والسنة ) ” انظر الشيخ محمد الحامد للمؤلف عبد الحميد طهماز ” رحمهما الله

فكانت طريقة الشيخ هي الطريقة النقشبندية ( وهي تعتمد على تخريج علماء عاملين ربانيين – راجع كتاب أعلام النقشبندية طباعة بيروت – )

و نقشبند مؤلفة من كلمتين : ( نقش + بند )

 و نقش في اللغة : تعني نتفك شيئاً بالمنقاش بعد شيء ، ( المرجع : العين ، للخليل بن أحمد الفراهيدي ) .

و بند : تعني الربط

و نقشبندي تعني : نقش لفظ الجلالة ( الله ) مع ربطه على القلب

قال الله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) (10) القصص

 وقال تعالى : ( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ) (14) الكهف

الشهادة العلمية الدينية

العلوم العلمية الدينية التي درسها الشيخ رحمه الله تعالى

درس الشيخ العلوم التالية حسبما وردت في الشهادة العلمية الدينية ونال بها جميعها الدرجة الأولى من المرتبة الممتازة (2)

المادة العلامة من عشرة المرتبة

(1)- الفقه عشرة ممتاز

(2)- أصول الفقه عشرة ممتاز

(3)- علم الحديث عشرة ممتاز

(4)-علم مصطلح الحديث عشرة ممتاز

(5)- علم الفرائض عشرة ممتاز

(6)- علوم التفسير عشرة ممتاز

(7)- العلوم العربية عشرة ممتاز

(8)- علم الكلام عشرة ممتاز

(9)- المناظرة والمنطق عشرة ممتاز

( 10)- الأدب العربي والإنشاء عشرة ممتاز

(11)- البلاغة وأحكام الأوقاف عشرة ممتاز

(12)- علم التجويد عشرة ممتاز

(13)- علم الأخلاق عشرة ممتاز

(14)- التاريخ عشرة ممتاز

(15)- الجغرافيا عشرة ممتاز

(16)- الحساب عشرة ممتاز

 وصية الأساتيذ العلماء للشيخ أحمد الحصري ، رحمهم الله جميعا .

إن المطَّلع على وصية الأساتيذ الأشياخ النجباء الأفاضل – علماء حلب الجهابذة – الذين درَّسوا الشيخ الحصري ليجدُ وصيتهم حرفياً و مكتوبة في الشهادة العلمية الشرعية التي حصل عليها الشيخ ً تقول :

( إنا نوصيه بتقوى الله في السر و العلن ، و الاعتصام بحبل الله و إتباع سبيل المؤمنين ، و أن لا تأخذه لومة لائم ، و أن لا يألو جهداً في نشر العلم و بثه و إرشاد الأمة إلى حيث الصلاح و الفلاح في دينها و دنياها و الاهتمام بأمرها ، و الله تعالى يجزل به و يعلمه النفع و يوفقه لمرضاته و لكل عمل مبرور )

وصلى الله على سيدنا محمد – معلم البشرية – وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

( ( 1 ) – للإطلاع على المزيد راجع ( أدباء الشام ،الشيخ أحمد الحصري 3 ، طريقته )

( 1 ) – إن التصوف في الأصل هو علم السلوك إلى الله عز و جل على ضوء الكتاب و السنة و علم التحقق بالأخلاق العظيمة و التخلي عن الأخلاق الدنيئة على ضوء الكتاب و السنة و علم التحقق بالمشاعر و العواطف الإسلامية الصادقة.

( … و يتساءل الكثيرون و لماذا التصوف ؟ و لماذا أهله ؟ و ما دام الانحراف هو الغالب على الصوفية فلماذا لا نلغي شيئاً اسمه التصوف و نحاربه و نربّي فقط على الكتاب و السنة ؟ و لماذا ندرس المنطق ؟ و لماذا ندرس أصول الفقه ؟

افتح الآن كتاب توحيد و كتاب فقه فإنك لا تجد فيهما إشارة لقضية القلب و علومه … لا تجد في هذه الكتب أي تفصيل في باب القلب و النفس و الشعور و هذا وحده يشير إلى أن هناك علماً مكملاً لهذه العلوم و قد اصطلح على أن يسمى هذا العلم علم التصوف أو علم السلوك إلى الله عز وجل ، ص102

افتح الآن كتاب عقائد أو كتاب فقه فإنك لا تعثر فيهما على بحث عن أدب الحياة و التعامل … وفعلاً فإننا نجد أن كتب التصوف هي التي تسد هذا الفراغ . ص 102

لا يصح للمسلم المعاصر أن يستقبل اسم التصوف بتشنج و لا يصح للمسلم المعاصر أن يستقبل اسم السلفية بتشنج و إنما عليه أن يكون ذا بصيرة نافذة يدرك بها جوانب الضرورة في كل دعوة وأن يكون ذا إدراك شامل يضع به كل شيء ضمن حدوده.

المرجع : جولات في الفقهين الكبير و الأكبر و أصولهما / سعيد حوى ، ص 104

( 2 ) – مازالت مدينة معرة النعمان – ( مدينة أبي العلاء المعري )- على مر العصور تقدم من فلذة كبدها الأذكياء في خدمة الأمة على جميع المستويات ومختلف العلوم وشاهدنا هنا الشيخ وهو أصغر من زملائه في مقعد الدراسة بثلاث سنوات وهو يتفوق عليهم في التحصيل العلمي ، وتفوق على أقرانه في خدمة الإسلام وبلده بإنجازاته ونشاطاته العلمية حتى توفاه الله تعالى في يوم الخميس الموافق 16/12/1407هجري المطابق لتاريخ 20/8/1986 ميلادي.

المصدر: رابطة أدباء الشام

Scroll to Top